السلسلة الرمضانية - الثمرة الخامسة عشر: القدرة على التغيير النفسي
ولقد يسَّر الله سبحانه وتعالى للمسلمين سبل التغيير الإيجابي في نفوسهم في شهر رمضان أكثر من أي وقت آخر؛ فجعل منه نقطة انطلاق قوية نحو الارتقاء الأخلاقي والقيمي والسلوكي، فأبواب الخير مفتحة، ونوافذ الشر موصدة، ورحمات الله تعالى تملأ جنبات الكون، ففي الحديث الشريف: ( إذا جاء رمضان، فُتِّحت أبواب الجنَّة، وغلِّقَت أبوابُ النار، وصفِّدَت الشياطين، ونادى منادٍ: يا باغِي الخير أقبل، ويا باغي الشر أَقصِر (رواه الخمسة إلا أبا داود، إنها دعوة ربانية لأولي الألباب لاغتنام هذا الشهر الفضيل بعدما يسر الله سبحانه وتعالى لنا كل السبل؛ بفتح أبواب الجنان وغلق أبواب النار وتصفيد الشياطين. والصيام يعين على تجاوز هذا الضعف أمام هوى النفس، التي قال عنها ربنا سبحانه}: إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي} يوسف: 53، أو التي قال عنها سفيان الثوري: (ما عالجت أمرًا أشد عليَّ من نفسي)، وقال عنها الحسن البصري: ما الدابة الجموح بأحوج إلى اللجام من نفسك.