صلاة العيد

شرعت الأعياد في الإسلام لحكم سامية ولمقاصد عالية، فالعيد شرع لشكر الله تعالى على نعمه التي ينعم بها على الناس، وهو فرصة للفرح ولتقوية الروابط الاجتماعية، وإذا كانت الأعياد في الدول الإسلامية تعتبر فرصة تجتمع فيها العائلات ويلتقي فيها الأهل والأحباب، فإنها في بلاد المهجر تكتسي طابعاً خاصاً وغالباً ما تغيب فيها الأجواء الإحتفالية التي تتميز بها البلدان الإسلامية.
كان الوقف الإسكندنافي سباقاً في مجال إقامة إحتفال العيد، تعظيماً لشعائر الله وخدمة للمسلمين المغتربين في الدنمرك. لقد حرصنا ومنذ البداية على جعل يوم العيد إلى جانب التعبد والصلاة مهرجاناً للأسرة المسلمة، وفرصة تلاق بين أبناء الأقلية المسلمة على إختلاف أعراقهم وهو ماشد إهتمام الدنمركين الغير المسلمين وجعل التلفزيون الرسمي والصحافة دائمة الحضور لنقل وقائع إحتفال المسلمين وهي لله الحمد والمنة فرصة للدعوة والتعريف بالإسلام.
تعتبر صلاة العيد المقامة من طرف الوقف الإسكندنافي أكبر تجمع للمسلمين في مكان واحد حيث تمتلأ القاعة المستأجرة لهذا الغرض بألاف المصلين رجالاً ونساء وأطفالاً يهللون ويكبرون في منظر مهيب، تلقى خطبة العيد باللغتين العربية والدنمركية وبعد الصلاة يهنئ المصلين بعضهم بعضاً بالعناق وهو ما يوطد العلاقات الإجتماعية وينشر المودة والرحمة بينهم.
أما الأطفال فلهم إهتمام خاص من خلال مدينة الملاهي والألعاب والنشاطات التي تجعلهم يحسون بفرحة العيد، وترسخ عندهم مفهوم الإنتماء لهذه الأمة العظيمة التي جعلها الله خير أمة أخرجت للناس، وشرع لها هذه الأعياد لتؤدي واجب الشكر له سبحانه وتعالى على نعمه وفضله.
إن هذا العمل الكبير والمكلف تقوم به مجموعة صابرة من الإخوة والأخوات، تطوعاً وإحتساباً وخدمة للمسلمين، ورغم كل الصعوبات التي تواجهنا في الحصول على أماكن وقاعات مناسبة لأداء صلاة العيد فإننا سنواصل عملنا مستعينين بالله على أمل أن يوفقنا بإقتناء قاعة كبيرة تستجيب لتطلعات المسلمين في إقامة شعائرهم على الوجه الأكمل الذي يرضي ربهم.